استمع واستمتع واستفد
الأناشيد هي شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي الروتيني الذي يلعب دوراً هاماً في تطوير المهارات التواصلية الأساسية التي ينبثق عنها الكلام في المراحل اللاحقة . ومثل هذه التفاعلات تنظم علاقات الأطفال بالراشدين والراشدين بعضهم ببعض وتسمح للأطفال بالتنبؤ بالأحداث وباكتساب الإيماءات والأصوات التي يمكن توصيفها في التواصل الاجتماعي . وقد بينت عدة دراسات إمكانية استخدام الأناشيد لتشجيع التفاعل بين المعلمات والأمهات من جهة والأطفال المعوقين بصرياً وجسمياً من جهة أخرى . فبعد عدة جلسات تدريبية في الأناشيد تدعم السلوك التواصلي لهؤلاء الأطفال وفي دراسة ثانية ، بين جلن وكننجهام فائدة الأناشيد في تعليم المهارات اللغوية الأساسية لمجموعة من الأطفال الذين لديهم متلازمة داون . وقد أفادت نتائج هذه الدراسة بأن الأناشيد ليست مهمة لتعلم التفاعلات الاجتماعية فقط ولكنها مهمة كذلك للتعرف على الكلمات . واقترح الباحثان تعديل الأناشيد لتعليم الأطفال المعاقين عقلياً الكلمات البسيطة . فمع أن الأناشيد تتكون من إيقاعات مكررة بسيطة إلا أن الكلمات فيها قد تكون معقدة . وعليه فإن استخدام كلمات بسيطة وقليلة بشكل متكرر قد يزيد من فائدة الأناشيد في برامج التدريب اللغوي . علاوة على ذلك . فإن الفائدة ستكون أكبر إذا تم استخدام الإيماءات المناسبة والإشارات التقليدية . وأخيراً ، فإن المضامين الهامة للدراسات من هذا النوع تتمثل في كون الأناشيد ذات أهمية واضحة في البرامج اللغوية للأطفال خصوصاً والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عموماً .
كما يمكن اعتبار الاناشيد وسيلة من الوسائل التربوية الراقية المقدمة للراشدين ايضا ، فهي تحث على المباديء المتوافقة مع القبم الاجتماعية والدينية المتعارف علها سلفاً، بالاضافة إلى كونها مادة محفزة للتفكير الابداعي ومساعدة على الهدوء النفسي ، كما يمكننا القول انها ببساطة و بيديل جيد لفوضى الاغاني التي تجر إلى العنف والهدم الثقافي و التفسخ الاخلاقي .
ان الاناشيد الهادفة هي الشاطيء الامن الذي يمكن ان نطمئن باسراحة ابنائنا واخواننا عليه في وقت فراغهم …